/
90 عامًا على “الثّلاثاء الحمراء”
يونيو 19, 2020 1:06 ص
مشاركة الصفحة
بقلم:صابر حليمة

تعتبر أغنية “من سجن عكّا” الرّثائيّة الّتي كتبها شاعر الثّورة نوح إبراهيم أشهر عمل فنّي يؤرّخ يوم “الثّلاثاء الحمراء” الحزين (17 حزيران 1930) الّذي أعدم فيه الاحتلال البريطانيّ شهداء ثورة البراق: محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي.
تخرج حجازي (1904، صفد) وجمجوم (1902، الخليل) من الجامعة الأميركيّة في بيروت، فيما كان الزّير (1895، الخليل) عاملاً يتقن عدّة مهن يدويّة، هذا التّنوّع المجتمعيّ والمناطقيّ، كان خير شاهد على مشاركة جميع فئات المجتمع الفلسطينيّ في ثورة البراق، رفضًا لمحاولة الصهاينة الاستيلاء على حائط البراق.
على مدار 90 عامًا، يردّد الفلسطينيّون هذا العمل الزّجلي لاسترجاع ذكرى الشهداء الثلاثة، وأعطى تسجيل فرقة العاشقين لهذه الأغنية في الثمانينات، زخمًا كبيرًا لانتشارها، حيث ذاع صيتها في دول عربيّة كالجزائر واليمن.
بعد 7 سنوات من كتابة هذه القصيدة، دخل نوح إبراهيم سجن عكّا، الذي غنّى لشهدائه، وقضى فيه 5 أشهر، حيث اشتهر بكتابة قصائد للأسرى وتلاوتها عليهم.
عقب إطلاق سراحه، انضمّ إبراهيم إلى الثورة، دون أن ينقطع عن كتابة الزّجل، وباتت شعبيّته واسعة لدرجة أنّ الرّقابة البريطانيّة منعت نشر قصائده.
في عام 1938، استشهد نوح إبراهيم، الّذي لُقّب بـ”تلميذ القسّام”، في معركة غير متكافئة مع الاحتلال البريطانيّ في الجليل، وهو في 25 من عمره، ليكون مثالاً خالدًا للتّضحية بالرّوح والكلمة فداء للوطن.
يغفل – أو يتغافل – كثيرون عن دور الاحتلال البريطانيّ في تأسيس المشروع الصّهيوني على أرض فلسطين، ويبقى يوم “الثلاثاء الحمراء”، شاهدًا، إلى جانب شواهد جمّة أخرى، على الإرهاب الذي مورس على الفلسطينيّين في سبيل إنجاح هذا المشروع الاستعماريّ، كما أنّه خير داحض لأكاذيب وسخافات دعاة التّطبيع حول تنازل أو بيع الفلسطينيّين لأرضهم




تحميل...