/
لا الكبار يموتون ولا الصغار ينسون حق العودة
أغسطس 4, 2021 5:33 م
مشاركة الصفحة
بقلم:أحمد الصباهي

لم يغب اللاجئون الفلسطينون عن متابعة مشهد الصراع اليومي مع الاحتلال في المسجد الأقصى، ومشاهد الاعتقالات والمواجهات في ساحة باب العمود، ومعاناة أهالي حي الشيخ جرّاح الذين يلاحقهم شبح تهديدهم بالإخلاء والطرد القسري من منازلهم، وحرمانهم من كل زقاق وحجر نشأوا على إلفة معه. فاللاجئون في لبنان يعلمون تماماً ماذا يعني أن تُطرد من بين أهلك وبيتك وحيِّك، وهم الذين يعيشون مرارة الفقد بشكل يومي منذ 73 عاماً.مع تسارع التطورات في مدينة القدس، ومواجهة المقدسيين ببسالة اعتداءات المستوطنين بحماية الشرطة الإسرائيلية، دخلت المقاومة الفلسطينية على خط المواجهة عبر إطلاق الصواريخ، فخرجت التظاهرات في مخيمات لبنان، لكن بطعم مختلف، فالحرب تحت عنوان “سيف القدس” استمرت 11 يوماً، تابع فيها اللاجئون وحدة الحال الفلسطينية، حيث هبت فلسطين بأكملها في مواجهة الصلف الإسرائيلي، ونجحت في إصابة مدنه ومستوطناته بصوارخ الشلل التام.تقول أم أشرف، ناشطة اجتماعية من مخيم برج البراجنة:” لم نكن أقل فرحاً بالمواجهة. لقد شاهدنا العلم الفلسطيني في كل أصقاع الأرض”. بينما ترى هناء الصليبي “أن حلم العودة الذي لم يفارقنا يوماً، أصبح أقرب من أي وقت مضى. ويعتبر الشاب محمد عبد الرحمن، “أن ما بعد المعركة لن يكن كما قبلها، فالمقاومة أثبتت جدارتها.”في مخيم شاتيلا، يقول الناشط سامر عنبر “لقد تفاجأت بهذه الهبة، حيث لم يحسبوا أي حساب للصهيوني المحتل، نعم لدينا أمل في التحرير.” ويقول سامر عريفة من مخيم البارد” لقد تفاجأنا من رد المقاومة، لقد كانت حسابات العدو خاطئة، هذه هي المرة الأولى التي تتسع فيها دائرة المواجهات إلى هذا الحد لتشمل كل فلسطين، وهذا يؤكد على وحدة الشعب الفلسطيني وهويته التاريخية، لقد أعادت المقاومة لنا الأمل.”في الجنوب، في مخيم الرشيدية الأقرب إلى فلسطين، وفي دكان أبي يوسف الصغيرة يعبر الرجل السبعيني بالقول:” لا أعلم إذا كنت أصدق ما أرى، أو ستصدق ما أقول، لقد شعرنا أننا أقوياء، كنا نسعد بكل رشقة صواريخ، لقد هبَّ أهلنا في المناطق المحتلة عام 1948 بعد ما كان يطلق عليهم عرب إسرائيل. لقد حطمت القدس كل المخططات، وعبارة الكبار يموتون والصغار ينسون، أسقطها الشباب الفلسطيني.”هذه الحالة التي عايشها الفلسطينيون لم تقف بهم عند حدود التظاهر في المخيمات، إذ تجاوزته لتنظيم مسيرات تجاه الحدود مع فلسطين، لبّى فيها النداء شباب فلسطينيون ولبنانيون. ويقول حسن بدوية ” شعرت أن العودة قريبة، وأن معاناتنا في المخيم ستنتهي قريباً. لقد ذهبنا إلى الحدود لنجدد العهد أننا متمسكون بحق العودة.” وتقول فادية لوباني ” لم نعد فلسطينيين أو لبنانيين على الحدود، بل عرباً مقاومين، شعرنا أننا دخلنا إلى فلسطين فلم نعد نرى الجدار، لقد استشهد محمد طحان وسبقنا بالعودة”. هي القدس التي أسقطت صفقة القرن ودمرت مفهوم اعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، وأظهرت تمسك الفلسطينيين حتى الشهادة برمزيتها. لقد شكلت المواجهات مع الاحتلال في مناطق الـ48 صدمة للقادة والمحللين الإسرائيليين، لما لها من تداعيات مستقبلية على ما سُمي مفهوم التعايش الإسرئيلي العربي، وأسقطت مشاريع الأسرلة، وحُشر في الزاوية من اعتبر من الفلسطينيين أن النضال في مناطق الـ48 محصور بالحصول على الحقوق المدنية من المؤسسات الإسرائيلية، لتظهر الهوية الفلسطينية ووحدة ترابط الهوية مع الجغرافيا الفلسطينية.#لجنة_الحوار_اللبناني_الفلسطيني




تحميل...