/
طوفان فلسطيني يقترب..
مايو 7, 2021 2:36 ص
مشاركة الصفحة
بقلم:زاهر أبو حمدة

استشهدت الجدة فهيمة الحروب (60 عاماً)، جنوب بيت لحم. سبق رصاص الجنود خطواتها، تاركة خلفها أبناء وأحفادًا وصورة أخيرة من كاميرا مراقبة. أما الفتى سعيد عودة (16 عاماً) استشهد في قرية أودلا جنوب نابلس، أثناء تصديه لاعتداءات المستوطنين والجيش، من دون أي سلاح. هذا الطفل يعشق كرة القدم، ويلعب في صفوف نادي شباب مخيم بلاطة، وضمن فريق النخبة في “أكاديمية بيليه الألمانية الفلسطينية” ويلعب في مركز الدفاع، وشارك في أكثر من بطولة دولية. وكان من الممكن أن يكون “بيليه الفلسطيني” ويشارك مع منتخب “الفدائي” لو لم تقتله رصاصتان وتنهي حلمه.لكن منتصر شلبي، انتصر لبعض الدماء ولما يحصل في القدس المحتلة. فنفذ عملية فدائية عند حاجز زعترة، بعدما اشترى بندقية من ماله الخاص وكان يدرك تماماً أنه في طريق الاستشهاد أو الأسر. ومع ذلك نفذ قراره تاركاً روايته نتناقلها لتكون موعظة نضالية. والأهم أن منتصر، هزم مؤسسات العصابة الأمنية والإعلامية وهدم رواية تسويقية صاغها الاحتلال إعلامياً ودولياً تقوم على أن من ينفذ العمليات الفدائية فقير وغالباً لاجئ في مخيم، لكن منتصر، أحد أثرياء ترمسعيا ورجل أعمال ناجح. وأن من ينفذ العمليات شاب طائش في مقتبل العمر أما منتصر، فدخل مرحلة الحكمة وعمره 44 عاماً، ولديه سبعة أبناء. وأن من ينفذ العمليات يائس وانسدت أمامه الخيارات وسبيله الانتقام فقط، بينما منتصر، يملك جنسية أميركية ويمكنه السفر حيث يشاء. وكذلك من ينفذ العمليات ينتمي لتنظيم كلفه بذلك بعد تخطيط وتأمين اللوجستيات واختيار التوقيت، لكن منتصر، لا ينتمي لتنظيم وخطط ونفذ لوحده. وهذه الملاحظات تثبت أن الشعب الفلسطيني بكل ألوانه وطبقاته يواجه ويقاوم. ففي خلال الأيام الأخيرة لدينا ثلاثة أجيال (الجدة، الأب، الابن/ الحفيد) يثبتون أن الحق والقضية مثل أمواج البحر، موج يسلم آخر والبحر لا ينضب. وإذا استمر الاحتلال بسياساته لا سيما في العاصمة الفلسطينية سيكون الطوفان الفلسطيني وبدل المياه دماء.




تحميل...