/
تقرير “حال القدس” يسجل العام 2020 من أكثر الأعوام قساوة
مايو 1, 2021 8:05 م
مشاركة الصفحة
بقلم:أحمد الصباهي

وردت هذه الجملة في بداية تقرير “حال القدس 2020” الذي صدر عن مؤسسة القدس الدولية مؤخراً، لتؤكد المعطيات على الأرض بالأرقام صحة هذه الجملة.بدأ التقرير فصله الأول تحت عنوان: “تطور مشروع التهويد في القدس عام 2020” مسجلاً أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى 18526 والسياح 140174، في وظيفة أساسية لتكثيف الوجود الصهيوني، ومحاصرة الفلسطينيين وترسيخ رواية إسرائيلية في أذهان السياح على حساب الهوية العربية والإسلامية للقدس.كذلك يظهر التقرير حجم أعداد المبعدين من رواد المسجد الأقصى وموظفي الأوقاف حيث بلغ 315 مبعداً، فضلاً عن استغلال جائحة كورونا للتحكم بأعداد المصلين، ومحاصرة التجار الفلسطينيين والتضييق عليهم في رزقهم بإغلاق 350 محلاً تجارياً.أما أرقام هدم المنشآت في القدس فلا تختلف حالاً عن سابقاتها من الأرقام، فلقد بلغ العدد 193 هدماً منها 114 منزلاً، بالمقابل تم وضع مخطط لبناء أكثر من 12 ألف وحدة سكنية، فلقد تميز هذا العام بأن الوحدات الاستيطانية هي الأكبر.ويظهر الفصل الثاني “المقاومة في القدس والمواجهة مع الاحتلال” أنه الأكثر نصاعة في هذا التقرير، فحجم العمليات بالأرقام حسب تقارير الشاباك الإسرائيلي، تبين حجم الاندفاعة لمواجهة الاحتلال بواقع 336 عملية، متنوعة بين إطلاق نار، وطعن، ودهس، وإلقاء زجاجات حارقة، وتبادل إطلاق نار.أما الأكثر قتامة فهو الفصل الثالث “المواقف العربية والإسلامية” والتي مع الأسف الشديد، تخطت بأشواط مرحلة التخاذل والاكتفاء ببيانات التنديد، ليشهد العام 2020 اتفاقات تطبيعية مع الإمارات والبحرين والمغرب على حساب الفلسطينيين. بالمقابل يسجل التقرير مخاوفه من أداء الأردن في الآونة الأخيرة لجهة تساهله مع الاحتلال بالتحكم ببوابات الأقصى، بخلاف الدور التركي المتنامي في القدس، والذي أثار قلق الإسرائيليين. وفي إطار المواقف الدولية، يذكر التقرير استفادة الاحتلال من سياسات إدارة ترامب الداعمة له عبر اعترافها بالقدس عاصمة له، والجولان كأراض إسرائيلية، وحتى اعتبار الاستيطان في الضفة الغربية شرعياً، مما فتح شهية الاحتلال لمحاولة ضمها له ضمن مخطط قديم. أما المواقف الأوروبية فلم تخرج عن أدائها التقليدي المعارض لممارسات الاحتلال لكن بلا فاعلية.ويخلص التقرير في توصياته للسلطة الفلسطينية بعدم الرهان على إدارة بايدن ودعم المقدسيين بكافة السبل، ووجوب انخراط الفصائل والقوى الفلسطينية في المواجهة الشعبية، وعدم تساهل الأردن مع ممارسات الاحتلال واحتضانه للمبادرات الشعبية وتحصين الأوقاف، وضرورة دعم الدول العربية للموقف المقدسي والأردني وعدم المضي خلف التطبيع.




تحميل...