لا زالت قطط المسجد الأقصى وطيوره تنتظر أبا أيمن. لقد تأخر ولمّا يأت بعد. لعل البرد والمطر هما السبب، تهمس إحدى القطط. يذهب طير ليتأكد إذا ما كان جنود الاحتلال قد منعوه، لكن لا أثر له. لا تدرك هذه المخلوقات أن صديقهم ورفيقهم طيلة عشرين عاما قد مات، ورحل الى جوار ربه، ولن يأتي بعد الآن ليلاعبهم ويطعمهم.بعد ساعات، يدخل النعش الى المسجد الأقصى. تشم القطط والطيور ريح صاحبها. تهرع مسرعة. تحلق فوق نعشه وتسير إلى جواره، تنادي صاحبها بلغتها، لكنه لا يجيب رغم الابتسامة المرتسمة على وجهه. يقترب طير من وجهه ليقبله ويحتضنه، بينما يعلو صوت نواء القطط باكية حبيبها. تتجمع كل هذه المخلوقات، وتقف لوداع رفيقها على أدراج المسجد الأقصى وتحت أشجاره وفوق قبابه..نعم إن لهذه المخلوقات قلوبا تحزن وتنكسر وتتألم. كيف لا وقد بات اسمها قرينا لاسمه، ابو الهريرات. فمن بعد اليوم سيلاعبها ويحنّ عليها ويطعمها ويداويها ويلاطفها.وداعا أيها المرابط الجميل، ولكم منا كل العزاء يا قطط المسجد الأقصى وطيوره. اسمه الحقيقي.. غسان يونس ابو ايمن.. من بلدة عارة شمال فلسطين.. توفي بكورونا