/
“كورونا” صديقي: هل لي اختيار “متعة الموت”؟
يناير 12, 2021 9:53 ص
مشاركة الصفحة
بقلم:زاهر أبو حمدة

لو تقدم أحدهم إلى أي مخيم فلسطيني في لبنان؛ وسأل: أيها اللاجئ الخارج على القانون، لماذا لا تضع كمامة؟ سيتلقى إجابة متوقعة من الغالبية، ربما تكون إيجابية مع استهتار واضح بالسؤال ووضع التوكل الرباني في الحسبان. أما غالبية الإجابات تكون سلبية: “أنا هيك هيك ميت من غير كورونا”. ينتشر اليأس أكثر من الفيروس. أعداد المحبطين أكثر بمراحل من أعداد المصابين. يكفي أن تكون نسبة البطالة والفقر في أعلى مستوياتها منذ النكبة، لينسد الأفق ويُقتل الأمل. حصل أن لعب فريقان داخل مخيم البداوي، مباراة كرة قدم وسط حضور جماهيري ملحوظ. هذا خطأ بكل المقاييس، ولكن لماذا لا يلتزم الناس بالحجر الطوعي والإلزامي وبالإرشادات التوعوية؟ ببساطة شديدة: في اللاوعي يريد الانتحار وتمنعه معتقداته. أثناء الوعي، يريد المتعة البسيطة لأي شخص بسيط لينسى، لو قليلا، همومه المثقلة بالحاجة للاحتياجات الأساسية لأي انسان. هو لا يعرف “هرم ماسلو” لكن غريزة البقاء داخله تقاوم ليبقى على قيد المخيم. ما همه إذا أتى صديق جديد يضاف إلى أصدقاء قدامى مستمرين معه منذ ولادته؟ ليكن “كورونا” مثل كرت الإعاشة والبطاقة الزرقاء الكبيرة، أو الحاجز الأمني عند مدخل المخيم، أو كما انقطاع الماء والكهرباء أو انهيار سقف منزله، أو بأقل تقدير ليكن مثل الترفيع الآلي في مدراس الأونروا وعدد الممنوعات المفروضة عليه في هذا البلد. وإذا اعتاد على الفيروس يتكيف معه ويتأقلم مع نتائجه وذلك بـ”المتعة”. يعرف المدخنون في كل العالم، أن التدخين مضر بالصحة ومع ذلك يواظبون على إشعال سجائرهم بشراهة بعد قراءة تحذير وزارة الصحة. السر هنا في المتعة وليس بحب الموت. اللاجئون مدخنون يومياً لبيئة غير آدمية، هم ليسوا أغبياء ليستهتروا بصحتهم لكنهم أدمنوا توظيف العوز ليستمروا. ذهب المشجعون لمشاهدة مباراة كرة القدم ليس حباً في الفريقين، إنما هروباً من واقعهم لساعة ونصف، فهم لا يملكون حساباً في “نتفليكس” ليشاهدوا الأفلام والمسلسلات، وليس لديهم المال الكافي ليتفننوا بالطبخ؛ ليمضي الوقت. إنهم يبحثون عن متعة بسيطة لا أكثر. حصل في صبرا، أن وضع البائعون “بسطاتهم” أثناء الإقفال العام. وهذا خطأ بكل المقاييس. لكنهم إذا لم يعملوا لن تأكل عائلاتهم. الموضوع شائك وحائر بين الخيارات والأولويات. أصلاً لا خيارات أمام اللاجئين. وهذا عكس ما حصل قبل أيام في احتفالات رأس السنة، فالساهرون لديهم خيار الذهاب أو البقاء في المنزل ومع ذلك فئة واسعة احتفلت وارتفعت أرقام الإصابات ولكن وسائل الإعلام إن عاتبتهم فعتابها لطيف بعكس ما حصل مع البداوي وصبرا، فقط لأن هؤلاء فقراء وبسطاء. في هذا البلد، القاع يكبر ويكون التنكيل بمن فيه أكبر وأكبر. ولذلك يحق للاجئين أن يسألوا وسائل الإعلام “الحريصة” على صحتهم أين أنتم في الأيام العادية ولماذا لا تسلطون كاميراتكم وأقلامكم على معاناتهم اليومية وحقوقهم الإنسانية كما فعلتم مع “خروجهم على القانون” أثناء الإقفال العام؟ #تفاعل #بالوعينواجهكورونا #كورونامشمزحة”كورونا” صديقي: هل لي اختيار “متعة الموت”؟ زاهر أبو حمدة لو تقدم أحدهم إلى أي مخيم فلسطيني في لبنان؛ وسأل: أيها اللاجئ الخارج على القانون، لماذا لا تضع كمامة؟ سيتلقى إجابة متوقعة من الغالبية، ربما تكون إيجابية مع استهتار واضح بالسؤال ووضع التوكل الرباني في الحسبان. أما غالبية الإجابات تكون سلبية: “أنا هيك هيك ميت من غير كورونا”. ينتشر اليأس أكثر من الفيروس. أعداد المحبطين أكثر بمراحل من أعداد المصابين. يكفي أن تكون نسبة البطالة والفقر في أعلى مستوياتها منذ النكبة، لينسد الأفق ويُقتل الأمل. حصل أن لعب فريقان داخل مخيم البداوي، مباراة كرة قدم وسط حضور جماهيري ملحوظ. هذا خطأ بكل المقاييس، ولكن لماذا لا يلتزم الناس بالحجر الطوعي والإلزامي وبالإرشادات التوعوية؟ ببساطة شديدة: في اللاوعي يريد الانتحار وتمنعه معتقداته. أثناء الوعي، يريد المتعة البسيطة لأي شخص بسيط لينسى، لو قليلا، همومه المثقلة بالحاجة للاحتياجات الأساسية لأي انسان. هو لا يعرف “هرم ماسلو” لكن غريزة البقاء داخله تقاوم ليبقى على قيد المخيم. ما همه إذا أتى صديق جديد يضاف إلى أصدقاء قدامى مستمرين معه منذ ولادته؟ ليكن “كورونا” مثل كرت الإعاشة والبطاقة الزرقاء الكبيرة، أو الحاجز الأمني عند مدخل المخيم، أو كما انقطاع الماء والكهرباء أو انهيار سقف منزله، أو بأقل تقدير ليكن مثل الترفيع الآلي في مدراس الأونروا وعدد الممنوعات المفروضة عليه في هذا البلد. وإذا اعتاد على الفيروس يتكيف معه ويتأقلم مع نتائجه وذلك بـ”المتعة”. يعرف المدخنون في كل العالم، أن التدخين مضر بالصحة ومع ذلك يواظبون على إشعال سجائرهم بشراهة بعد قراءة تحذير وزارة الصحة. السر هنا في المتعة وليس بحب الموت. اللاجئون مدخنون يومياً لبيئة غير آدمية، هم ليسوا أغبياء ليستهتروا بصحتهم لكنهم أدمنوا توظيف العوز ليستمروا. ذهب المشجعون لمشاهدة مباراة كرة القدم ليس حباً في الفريقين، إنما هروباً من واقعهم لساعة ونصف، فهم لا يملكون حساباً في “نتفليكس” ليشاهدوا الأفلام والمسلسلات، وليس لديهم المال الكافي ليتفننوا بالطبخ؛ ليمضي الوقت. إنهم يبحثون عن متعة بسيطة لا أكثر. حصل في صبرا، أن وضع البائعون “بسطاتهم” أثناء الإقفال العام. وهذا خطأ بكل المقاييس. لكنهم إذا لم يعملوا لن تأكل عائلاتهم. الموضوع شائك وحائر بين الخيارات والأولويات. أصلاً لا خيارات أمام اللاجئين. وهذا عكس ما حصل قبل أيام في احتفالات رأس السنة، فالساهرون لديهم خيار الذهاب أو البقاء في المنزل ومع ذلك فئة واسعة احتفلت وارتفعت أرقام الإصابات ولكن وسائل الإعلام إن عاتبتهم فعتابها لطيف بعكس ما حصل مع البداوي وصبرا، فقط لأن هؤلاء فقراء وبسطاء. في هذا البلد، القاع يكبر ويكون التنكيل بمن فيه أكبر وأكبر. ولذلك يحق للاجئين أن يسألوا وسائل الإعلام “الحريصة” على صحتهم أين أنتم في الأيام العادية ولماذا لا تسلطون كاميراتكم وأقلامكم على معاناتهم اليومية وحقوقهم الإنسانية كما فعلتم مع “خروجهم على القانون” أثناء الإقفال العام؟ #تفاعل #بالوعينواجهكورونا #كورونامشمزحة




تحميل...