/
حي المغاربة شاهد تاريخي معمد بالدم لا تمحوه صفقات التطبيع
ديسمبر 11, 2020 5:14 م
مشاركة الصفحة
بقلم:أيهم السهلي

أعلنت السلطة في المغرب مساء اليوم (10/12) “استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل في أقرب الآجال، وتطوير علاقات مبتكرة في المجال الاقتصادي والتكنولوجي” ولهذه الغاية أعلن بيان للديوان الملكي المغربي “العمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين، كما كان عليه الشأن سابقا ولسنوات عديدة، إلى غاية 2002”.وأوضح البيان أنه “انطلاقا من دور الملك بصفته رئيسا للجنة القدس، المنبثقة من منظمة التعاون الإسلامي، فقد شدد على ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص للقدس، وعلى احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث” هذا بعض ما جاء في بيان التطبيع الرسمي بين المغرب والكيان الإسرائيلي، والذي أتى أيضا على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، وفي حالة المغرب تحديدا أتى متجاوزا لتاريخ المغاربة وحقوق مجاهدين سكنوا فلسطين والقدس تحديدا منذ سنة 1187، حين هبوا نصرة للمدينة خلال حرب تحريرها من الفرنجة على يد صلاح الدين الأيوبي.ظل من هؤلاء المغاربة في القدس الآلاف، وصارت بعض عائلاتهم من أعرق عوائل القدس كآل العلمي وغيرها.. وظلوا يفدون إلى المدينة ليسكنوا جوار المسجد الأقصى ذودا عنه وعن فلسطين حين توزعوا في مدنها وقراها وعاشوا بين أهلها كأهلها وناسها، فتشرد بعضهم واستشهد منهم كالشهيد المغربي حبيب الشرقاني الفيلالي المدفون في باحات المسجد الأقصى، بعد أن أردته نيران العصابات الصهيونية في الحرم القدسي يوم 10/10/1948، ومثله عشرات الشهداء الذين ذكر بعضهم المؤرخ الفلسطيني عارف العارف منهم الحاج صادق المغربي، وعبد الحفيظ عبد الرحمن وحمد موسى عبد الله، وموسى المغربي، والحاج حسن السحار.هؤلاء استشهدوا من أجل بلدهم الثاني فلسطين حيث عاشوا وكبروا وربوا أولادهم، وفي عاصمتهم الرباط عام 1974، اعتمدت القمة العربية الشهيرة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، واعتمد أيضا قرار التحرير الكامل لجميع الأراضي العربية المحتلة في عدوان يونيو/ حزيران 1967، وتحرير مدينة القدس، وعدم التنازل عن ذلك.تلك الأمور العظيمة في تاريخ الشعبين الفلسطيني والمغربي، أكبر وأعمق بكثير من محدودية اسمها “التطبيع السياسي”، إذ لا يمكن في يوم من الأيام أن تنتفي مقولة صلاح الدين الأيوبي بأهل المغرب “أسكنت هنا من يثبتون في البر ويبطشون في البحر، وخير من يؤتمنون على المسجد الأقصى وعلى هذه المدينة”. ولهذا يمكن القول بأن ما يحدث هو تطبيع سياسي لا شعبي وهو طارئ على المغرب وأهلها وشعبها ووطنيتها وعروبتها.




تحميل...