/
تقسيم فلسطين.. ليس وليد الصدفة
ديسمبر 4, 2020 12:45 ص
مشاركة الصفحة
بقلم:أيهم السهلي

لما كان قرار ديفيد بن غوريون منذ العام 1936، بأن العلاقة الوحيدة الممكنة مع الفلسطينيين هي العلاقة العسكرية، لأنهم لن يقبلوا بغالبية يهودية في فلسطين، صار المشهد واضحاً في تلك المرحلة، وهو النية بالسيطرة الكاملة على فلسطين.وهذا ما حصل فعلاً، إذ (أمر بـن غوريـون في صـيف العام 1937، قبل عشرة أعوام من صدور قـرار التقسـيم، قائـد الهاغانـاه في تـل أبيـب، بوضـــع خطـــة للاســـتيلاء عســـكرياً علـــى البلـــد بأكملـــه تحســـباً لانسحاب بريطانيا من فلسطين). كان أمر بن غوريون، بُعيد تقرير لجنة “بيل” التي أوصت فعلياً بتقسيم فلسطين، وعلى الرغم من ذلك، فما أرادته الحركة الصهيونية آنذاك هو ما تسعى إليه اليوم، أي “الترانسفير” الكامل للفلسطينيين وإقامة دولة خالصة لليهود، وبالتالي كان العمل من أجل طرد الفلسطينيين هو الخطة، وإقامة الدولة هو المسار، وتركت مسألة الحدود مفتوحة للمستقبل، حيث طمحت الحركة الصهيونية إلى احتلال نحو 59 ألف كيلو متر مربع، إلا أن الخارطة التي وضعتها عام 1919، بينت الحدود المتوقعة لها بمساحة 45 ألف كيلو متر مربع، تشمل الجليل الشمالي جنوب لبنان اليوم، وهضبة الجولان، وجبال عجلون، ونحو 18 ألف كيلومتر مربع شرقي نهر الأردن ، كما يوضحها.وصولاً إلى العام 1947، كانت العصابات الصهيونية الهاغاناه وشتيرن وإيتسل وغيرهم يعمدون إلى ضرب البريطانيين، لأسباب مختلفة، منها، تطبيق بعض بنود الكتاب الأبيض، الذي يحدّد الهجرة اليهوديّة ويضع قيودًا على شراء الأراضي. كانت العملية الأبرز، تفجير فندق الملك داود في القدس عام 1946. هذه العملية وغيرها طرحت فعلياً إنهاء الاحتلال البريطاني ونقل قضية فلسطين إلى الأمم المتحدة، التي سارعت عام 1947، إلى تشكيل الأمم المتحدة لجنة “يونسكوب” لدراسة ما سميت بـ”المسألة الفلسطينية”، والتي أوصت بأحد مشروعين، إما تقسيم فلسطين والذي صادقت عليه الأمم المتحدة يوم 29/11/1947، أو إقامة الدولة الاتحادية الذي سقط حين التصويت.من الواضح مما سبق، أن مشروع تقسيم فلسطين لم يكن وليداً حين صدوره، إنّما كان عملاً دؤوباً ساهمت به الحركة الصهيونية، التي كانت تمضي في مشروعها قدماً، وتوفر كل ما يمكن من طاقات لديها ولدى العالم عبر الاستغلال واللعب السياسي لتحقيق مرادها، وكأن فلسطين في ذلك الحين، كانت بيد من يقررون فقط، وهم الدخلاء على البلاد.

المصادر:1- الأستاذ وليد الخالدي “عودة إلى قرار التقسيم 1947” شتاء 1998 – مجلة الدراسات الفلسطينية .2- إسحق غال – نور أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية- القدس “السجال الصهيوني حول التقسيم (1919 – 1947) مجلة “قضايا إسرائيلية” العدد (49) 2013 – مركز مدار.




تحميل...