/
الطالب الفلسطيني أمام الآتي الأصعب!
أغسطس 31, 2020 1:03 ص
مشاركة الصفحة
بقلم:زياد أبو غزالة \ منشور في مجلة جسور

كان العام الدراسي مليئاً بالصعوبات على الطلاب الفلسطينيين والكادر التعليمي في “الأونروا”، وكذلك على أولياء أمورهم. لكن المؤشرات تؤكد أن ما هو آت أكثر صعوبة، فالمشكلة الأكبر تتعدى الكورونا كونها تكمن في الأزمة الاقتصاديّة، والظرف الاستثنائي الذي يمرّ به البلد المضيف لبنان، ما ينعكس على اللاجئ الفلسطيني في كل حياته.

التعلم عن بُعد وكانت “الأونروا” مثل باقي المدارس في لبنان، عمدت إلى إطلاق حملة التعلّم عن بُعد، بعد أن أرخى الوباء بثقله على لبنان والعالم، وهي تجربة جديدة لم تكن مستعدة لها، لكنها اضطرت لاعتمادها للحفاظ على العملية التعليميّة، واستمرار التعليم في ظل العطلة القسريّة من دون أن يكون هناك تحضير أو تدريب، سواء كان للإدارة أو للمعلمين أو التلامذة وأوليائهم. يعبّر رئيس برنامج التربية والتعليم في “الأونروا” سالم ديب، عن رضاه عن عملية التعلّم عن بُعد، مؤكداً أنها “تجربة جيدة وناجحة، ومبادرة مميّزة، إلا أن هناك تحديات رئيسة واجهتنا، أبرزها أن 30 في المئة من الطلاب لم يستطيعوا الإلتحاق مع زملائهم، إما لعدم توافر انترنت، أو لأن العائلة لا تملك أجهزة الكترونيّة كافية، وبناءً على ذلك أطلقنا برنامج تعويض لأكثر من ثمانية آلاف طالب، وتم تزويد عائلاتهم بالإنترنت وأجهزة تابليت”.ويرى التلامذة أن من إيجابيات التعلّم عن بُعد التخلص من الإكتظاظ في الصف، ومحاولة فهم الدرس بكل رويّة، إضافة إلى أنّها خطوة جديدة لتعزيز التعلّم الذاتي، حيث يستطيع الطالب الاعتماد على نفسه. أما السلبيّات، فقد اتفقوا أن أبرزها أوضاع البُنى التحتيّة غير المؤهلة كمشكلة ضعف وبطء الانترنت، أو فقدانها بالأساس، وانقطاع الكهرباء، وعدم وجود اشتراكات لدى الكثيرين.ومن السلبيات عدم توفر كومبيوترات أو هواتف لجميع الطلاب في البيت الواحد، إضافة إلى عدم مشاركة قسم كبير من الطلاب في كل الحصص بسبب الإهمال أو الكسل. كما شكا عدد من الطلاب عدم التنسيق مع الأساتذة على وقت محدّد للشرح، الذي كان يتم فجأة وحتى قبل ربع ساعة فقط.ويشكو الطالب في صف البكالوريا قسم أول، أحمد فتحي، من آليات التعلّم عن بعد لا سيما وأن العام المقبل سيخضع مع زملائه للشهادة الرسمية. ويسأل: “كيف سيكون العام المقبل، ونصف المنهاج الحالي لا نعرف عنه شيئاً؟”.أما أم محمد، وهي أم لطالبين في المرحلة الابتدائية الاولى، فتؤكد أن ابنتها (ستة أعوام) “لم تستفد من العام الدراسي ولم تستوعب التعلّم عن بُعد، وهي لا تزال في مرحلة التأسيس. وإذا كان هناك تعليم في العام المقبل فسيكون المنهاج مثقلاً ومكثفاً، لأن البنت حتى الآن لا تعرف الأرقام أو الأساسيات في الأبجدية الانكليزيّة والعربيّة”.

نزوح الطلاب إلى “الأونروا”
تتوقع “الأونروا” حسب رئيس برنامج التربية والتعليم، نزوح ما “بين 20 إلى 30% من طلاب المدارس الرسمية والخاصة إلى مدارس الوكالة، لذلك تمّ الاستعداد لذلك. ففي حال فتحت المدارس أبوابها بشكل طبيعي، سيتم دراسة المستلزمات، من كادر تعليمي جديد وكتب وقرطاسية”.ولكن يبقى المكان عائقاً لدى مدارس “الأونروا”. فتسجيل أكثر من 10 آلاف طالب جديد في مدارسها سيزيد العبء والضغط على الصفوف، التي تشكو أصلاً من الاكتظاظ، حيث ستكون الحاجة ضروريّة ومُلحّة لمبان ٍ جديدة أو لمزيد من الصفوف الدراسيّة. يضيف ديب: “هناك اقتراحات عدة مقدّمة، منها أن يكون هناك دوامان، صباحي ومسائي، أو تتم إعادة توزيع الطلاب على الأماكن الشاغرة في بعض المدارس”. ويشير أبو باسل، وهو والد لثلاثة طلاب في المدارس الرسمية في اقليم الخروب، أنه اضطر في السنوات السابقة إلى تسجيل ابنائه في المدارس الرسميّة أو الخاصة القريبة من منزله، إلا أنّه لا يعرف هذا العام ماذا سيفعل بعد قرار وزير التربية والتعليم بأولوية تسجيل الطالب اللبناني الآتي من المدرسة الخاصة على الطالب الفلسطيني المسجّل أساساً في المدرسة الرسميّة. وبالتالي، سيسجّل أولاده في مدارس “الأونروا” البعيدة عن المسكن، وهذا يعني أن الأجواء الدراسيّة ستكون مختلفة، وستترتّب إضافة إلى الوقت الذي يتطلّب الوصول إلى المدرسة، مصاريف إضافية كبدل تنقلاّت. 

مستقبل مدارس العزل تؤكد “الأونروا” أنها حريصة على التعليم، لكنّ “تحويل مدرسة السموع في مخيّم عين الحلوة، ومركز سبلين إلى معزل صحي، هو من مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في إيجاد أماكن عزل، حفاظاً على سلامتهم وسلامة المجتمع الفلسطيني”، علماً أنه لم يدخل إلى مدرسة السموع أي مصاب بكورونا، وبالتالي إذا بقي الحال كما هو، فستفتح المدرسة أبوابها بشكل طبيعي. أما إذا دخلت حالات إلى المدرسة يجيب ديب: “سيتم تنظيم ذلك من خلال اقتراحات عدة، منها توزيع الطلاب على مدارس أخرى وتقسيم أوقاتهم إلى دوامين، صباحي ومسائي”. أما في مركز سبلين، فان “الجزء الذي حُوِّل إلى معزل صحي بعيد من الصفوف والورش، وبالتالي لن يؤثر في افتتاح العام الدراسي في المركز”.

الطالب الجامعي

المرحلة الجامعيّة ليست ضمن مسؤوليات البرنامج التعليمي لـ”الأونروا”، الذي يُعنى بالتعليم في المرحلة الأساسيّة، حتى صف التاسع “البريفيه تحديداً”، قبل أن تضاف إليها عام 1993 المرحلة الثانويّة. وقد ظهرت الحاجة لمساعدة الطلاب، من خلال مشاريع المنح لدعم الجامعيّين الفلسطينيّين، وقد حصل ذلك عام 2000 عندما قدّم مركز البحوث والتطوير الكندي للمرة الأولى منحاً خصّصها للفتيات فقط، وتوالت بعد ذلك المبادرات لتقديم المنح.التحديات تقلّص من قدرة الطالب الفلسطيني على مواصلة التعلّم. أما الفرص المتاحة له، فهي منحة من “الأونروا” إذا كان معدله 80 في المئة أو أكثر، ومن صندوق الطلاب الفلسطينيين، صندوق الرئيس محمود عباس، الأطر الطلابيّة، الجامعة اللبنانيّة، كليّة سبلين للتدريب المهني والتقني. ونتيجة الوضع وانعكاسه على اللاجئين الفلسطينيين، فإن مئات الطلاب قد يتخلوا عن دراساتهم الجامعيّة إذا لم يحصلوا على المساعدات. ما يدفع ذويهم للمطالبة بإعلان حالة طوارئ، وبذل “الأونروا” جهودها لدعم الطالب الجامعي، وكذلك أن تتحمل الفصائل الفلسطينيّة مسؤولياتها. ويلفت محمود (طالب في كليّة الهندسة في جامعة بيروت العربية) أنه حتى الآن لا يعرف شيئاً عن مستقبله، لا سيما وأن قسطه مرتفع ووالده فقد عمله. أما نوال (طالبة علوم اجتماعيّة في الجامعة اللبنانيّة)، فتتخوّف من العودة إلى مقاعد الدراسة بعد اكتشاف حالات كورونا بين طلاب الجامعة.
من هنا، يبدو العام الدراسي المقبل في حال ضبابيّة، في حين لم يُعرف حتى الآن كيف ستكون الحلول، بينما يبقى المتضرّر الأول هم الطلاب وذويهم.

http://www.lpdc.gov.lb/DocumentFiles/Jouosur%20ISSUE%205-637339483430503820.pdf



تحميل...