لا يحقّ لأيّ أحد المزاودة على بيروت والمزاحمة على جراح بيروت في مصابها اليوم، لكنّ كابوسًا لا يكفّ عن ملاحقتي، كابوس أبنية الملح في مخيّمات بيروت، وهي مبانٍ آيلة للسّقوط أساسًا وغنيّة عن التّعريف، أسقف عدّة انهارت على رؤوس ساكنيها خلال الأعوام القليلة الماضية بفعل عوامل الطّقس والمناخ التي شهدها لبنان، كما أنَّ ضعف البنى التّحتيّة وسوء هندسة الأبنية يجعل أسقفها معرّضة للسّقوط في أوقات عشوائيّة.
زعزع انفجار مرفأ بيروت أساسات أبنية العاصمة بشدّة، ويضع الأبنية في مخيّمات اللاجئين الفلسطينيّين في بيروت أمام واقع جديد، واقع أكثر بؤسًا وترهلًا، وبيوت في مخيّمات شاتيلا، مار الياس، وبرج البراجنة تصدّعت أكثر جرّاء الانفجار، وربّما نكون أمام كارثة؟
الوضع الاقتصاديّ المتردّي في لبنان من جهة، والقوانين اللبنانيّة بشكلها الحالي التي تمنع إدخال مواد البناء إلى سبعة مخيّمات فلسطينيّة من جهة أخرى، ستحُول دون أيّ محاولات ترميم فرديّة للمنازل.
الأونروا غارقة في أزماتها الاقتصاديّة، وقد سبق أن عُرف عنها التلكّؤ في عمليّات ترميم سابقة لمنازل المخيّمات، ومن الطّبيعي أن تصوّب جميع المؤسّسات الحاليّة في لبنان كلّ قدراتها لمعونة الشّعب اللبنانيّ، الذي يعزّ عليّ إضافة صفة المنكوب إلى اسمه، ما سيرجئ حاجات اللاجئين الفلسطينيّين حتّى حين.. كلّ هذا في ظلّ غياب منظومة سياسيّة حقيقيّة تمثّل اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان، ويبدو أنّنا سنضيع في “المعمعة”، مرّة أخرى.